ل يوجد في المدينة مصدر إزعاج يوحِّ د سكَّانها بنحو متين ومتوافق مثل زحمة السير. فال يهمُّ إن كنت ثرياً أو عامالً بسيطاً أو إن كنت في سيارة فخمة كبيرة أو عادية صغيرة، ففي نهاية المطاف ستجد نفسك ملتصقاً بالسيارة التي أمامك في ساعة ذروة الزحمة وأنت تتمنَّ ى النتقال الفوري من تلك البقعة. ومن هنا نعرف كم هي جذابة فكرة الختفاء من مكان ثمَّ الظهور في مكان آخر بعد ثانية واحدة، من دون أن تعلق في زحمة السير أو تقع ضحية التأخير أو تجد نفسك مع حشد كبير من البشر في محطة قطار مترو األنفاق. لكنَّ المحزن هو أنَّ العلماء لم ينجحوا سوى في نقل ذرَّ ة واحدة في مختبراتهم، لهذا السبب علينا النتظار وقتاً طويالً حتى ننجح في عملية النقل التامَّ ة من مكان إلى آخر. ولهذا السبب، علينا حاليّ اً تطوير مقاربات أخرى ننجح من خاللها في تحويل وسائل نقل البشر في المدن إلى وسائل أكثر راحة. قد تُ ساهم التقنية الذكية الموزَّ عة في السيارة والمتصلة باإلنترنت في تخفيف بعض من التوتر الناتج عن التنقل في المدينة. وأودُّ رؤية أجهزة استشعار في عجلة القيادة تُ راقب ضربات القلب ومستوى التعرق حتى ترصد وتُ خفِّ ف من مستوى العنف الناتج عن قيادة السيارات. وقد تقول لك السيارة بنبرة مريحة: “يبدو عليك اإلحباط، فشرايينك تنتفخ غضباً”. قبل أن تمتد يد آلية وتبدأ بتدليك رأسك ثمَّ تسمع الصوت مجدداً يقول: “ما رأيك باستراحة مدَّ تها 20 دقيقة؟ لقد طلبت لك كوب قهوة خالٍ من الدسم بنكهة اللوز والكراميل من المقهى التالي الذي سنصله بعد خمسة دقائق”. وعند الوصول، سيبحث نظام القيادة في قاعدة البيانات عن مساحة ركن فوراً قبل أن يتوجَّ ه بك مباشرة إلى أقرب مساحة متاحة. وهكذا نكون قد تجنبنا حفلة غضب في الشارع. مع تحسُّ ن مستوى التقنية، اتطلّ ع إلى أنظمة مساعدة السائقين وهي تتطوَّ ر حتى تُ صبح خدمات ركن سيارات مستقلة ذاتيّ اً. وكلُّ ما عليك فعله هو الوصول إلى وجهتك ثمَّ الخروج من السيارة وتركها تهتمُّ باألمور بعد ذلك. ولن تُ ضطَّ ر بعد ذلك إلى الدوران في طوابق ركن السيارات بحثاً عن مساحة لسيارتك. ولن تكون أيضاً مُ جبراً على تجرُّ ع القلق وأنت تحاول حشر سيارتك في مساحة ركن موازية، في الوقت الذي يمتدُّ خلفك خطٌّ من السائقين الذين فقدوا صبرهم وهم يُ طلقون سارينة “تحذير من مستقبلنا اآللي: لن يكون لديكم أيُّ عذر للتأخُّ ر بعد اآلن” سياراتهم. وحين تريد النطالق مجدداً، فما عليك إلَّ الضغط على هاتفك الجوال حتى تستدعي سيارتك المطيعة تماماً مثل السيارة اآللية. لكنَّ الهدف النهائي هو الستقاللية الذاتية التامَّ ة. حيث يُ مكن ألساطيل السيارات الكهربائية التي تعمل من دون سائقين – شرط استيفائها الشروط التنظيمية الضرورية – أن توفّ ر كمّ اً كبيراً من الفوائد المهمة، بدءاً من تحسين حركة السير )حيث تتحرك السيارات في توافق انسجامي تكون فيه أكثر تقارباً( ووصولً إلى عدد أقلَّ من حوادث السير. علماً أنَّ تصاميم السيّ ارات ستتغيَّ ر جذرياً أيضاً. ومثل ما كانت السيّ ارات األولى تُ شبه العربات التي تجرّ ها الخيول، فإنّ الجيل الحالي من السيّ ارات المستقلّ ة ذاتياً يُ شابه السيّ ارات العادية التي يقودها سائق بشري. حيث خضع شكل هذه السيّ ارات لمعايير سالمة صارمة، علماً أنَّ هذه الشروط ستصبح قليلة األهمية بعد التخلص نهائياً من عامل الخطأ البشري الذي يكون له دور في أكثر من %90 من حوادث السير. وحين نعتاد على مسألة الركوب في سيارة يقودها روبوت آلي سنبدأ في رؤية هذا التغيُّ ر. ومع هذا التغيير ستختفي عجلة القيادة ودواسات المكابح، وستظهر تشكيلة من األشكال والقياسات واإلعدادات الجديدة أثناء ابتكارنا طرائق جديدة نمأل بها وقتنا بطريقة أكثر إنتاجية خالل عملية التنقل. ستكون هناك مركبات لالجتماعات واللقاءات وتناول الوجبات أثناء التنقل في أنحاء المدينة. وقد تكون هناك مركبات مخصَّ صة للتمارين الرياضية )قد يُ طلق عليها اسم مركبات الرياضة Pod) ،(Bod أو للقاء األصدقاء المقرَّ بين )مركبة المجموعة Pod) )(Squad وقد تكون هناك مركبات التفكُّر الهادئ )مركبات الهدوء .)(On-Your-Tod Pod) وبما أنَّ السيارات ذاتية القيادة تتطلَّ ب عدداً كبيراً من الكاميرات وأجهزة الستشعار الالزمة في متابعة محيطها فسيعاني اللصوص أثناء محاولتهم ممارسة أعمالهم بعيداً عن األعين. وستُ صبح سرقة السيارات أشبه بمحاولة صيد كائن ضخم ومُ درَّ ع تصل سرعته إلى 208 كيلومتر بالساعة. وسنشاهد أيضاً تسجيالت ترفيهية تُ ظهر محاولت سرقة سيارات طوَّ رت سلوكيات تالعبية أو مزعجة للصوص. وكلُّ شخص سبق أن حرّ ك سيّ ارته أمتاراً قليلة مع اقتراب صديق أو أحد أفراد األسرة من باب السيارة سيدرك معنى المتعة الناتجة عن هذا النوع من التالعب. وهنا نسأل، كم سيحتاج اللص المبتدئ من الوقت حتى يسأم من المحاولة؟ وحين تصلك سيارة من دون سائق بعد دقائق من طلبك لها فلن تحتاج إلى مكان ركن السيّ ارات ألنك لن تُ ضطَّ ر حينها إلى اقتناء وصيانة سيارتك الخاصة. عوضاً عن ذلك، ستستطيع تأجير هذه المساحة إلى شركات صغيرة أو مخترعين مقابل حصَّ ة بسيطة من أرباح أعمالهم. وكلُّ نا يعرف أنَّ شركات أمازون ،(Amazon) وأبِ ل ،(Apple) وديزني ،(Disney) وغوغل ،(Google) انطلقت من مرآب منزلي، ومن هنا يُ مكنك تصوُّ ر البتكارات التي ستحدث في هذا المكان المناسب لالختراعات الذي لن تُ ضطَّ ر إلى ركن سيارتك فيه بعد اليوم. أخيراً، سيكون الوقت والمكان متاحين أمامنا حتى نحوِّ ل انتقالنا المفاجئ إلى منتج فعلي. هل يودُّ شخص رؤية نظارات الواقع الفتراضي الخاصة بالقطط وهي تُ صبح حقيقة؟ هل هناك أيُّ شخص يريد ذلك؟ ل تقلقوا بشأن التمويل، فلقد وضعت منزلي قيد الرهن. وهنا نقرأ تحذيراً من مستقبلنا اآللي: لن يكون لديكم أيُّ عذر للتأخُّ ر بعد اآلن. فلقد كانت ظاهرة التأخُّ ر الجماعي ظاهرة مُ عدية نتجت عن سوء استخدام البشر للهواتف الجوَّ الة. حيث كان احترام المواعيد أمراً غير ضروري عندما صار باستطاعة أي شخص إرسال رسالة قصيرة يقول فيها: “آسف يا عزيزتي سأتأخّ ر في العودة ألنَّ الزحمة خانقة :-)“ أمَّ ا اليوم، وفي العصر الذي يُ مكن فيه توقُّ ع حركة السير فقد أصبحت هذه األعذار. وعوضاً عن ذلك عليك الستعانة بمعضالت أخالقية جديدة تنتج عن صدام التقنية الحديثة مع الطبيعة، مثل أن تقول: “سأكون هناك خالل 10 دقائق، ألنَّ نظام القيادة اآللي لم يستطع أخذ قرار بشأن صدم سرب من الطيور أو سحق سنجاب، لذا عليَّ انتظاره حتى يقرِّ ر ما يريد عمله. آمل أن أواصل سيري بعد وقت قصير”. الجاكوار 77
مقال في وقت سابق من هذا الشهر، تجوَّ لت في سيارة من دون سائق صنعتها شركة صغيرة في سيليكون ڤالي Valley) .(Silicon وبالرغم من قدرات السيارة الذاتيّ ة، إلَّ أنَّ صانعها لم يستخرج حتى اآلن األوراق المطلوبة التي تفتح المجال أمام نقل التحكُّم بالتوجيه والمكابح وزيادة السرعة إلى الحاسوب الضخم في الصندوق الخلفي للسيارة. ولهذا السبب رافقني في هذه السيارة سائق، ممَّ ا جعل التأخير البيروقراطي يُ سجِّ ل هدفاً في مرمى التقدم التقني. لكن، ومن خالل مشاهدتي شاشة الترفيه المعلوماتي وهي تُ ظهر عمل “دماغ” السيارة – والمُ تمثِّ ل بنظام الرؤية الذكي اصطناعيّ اً الذي كان يرصد ويُ صنِّ ف األشياء والعوائق حول السيارة خالل وضعه أفضل خط سير – كان دماغي يتخيَّ ل مدينة المستقبل، وكيف يُ مكن لالبتكارات والتقنيات الجديدة جعل الحياة فيها أذكى، أنظف وأسهل. بدون سائقين في المدينة من أنظمة التعامل اآللية مع مشاكل الشجار على الطرق ووصولً إلى أجهزة قياس معلومات الجسد :(BOD-PODS) نرى أنّ التقنية الذكيّ ة ستُ غيّ ر كل جوانب العيش في المدينة النص: أوليڤيا سولون الرسوم التوضيحية: ماريو واغنر 76 الجاكوار
• نقطة اتصال الجيل
باحث عن التشويق تاس
أم وصحفية متخصصة في
نعرف أنَّ أيَّ ف
اليوميات صيف/خريف ع
اليوميات صيف/خريف ع
اليوميات صيف/خريف ع
اليوميات صيف/خريف ع
اليوميات صيف/خريف ع
اليوميات صيف/خريف ع
المُ قدِّ مة آنا
SPRING/SUMMER ‘17 TURNBULLANDASSE
تأجُّ ج الشغف لما
Laden...
Laden...
Laden...
STORYBOARD GMBH
WILTRUDENSTRASSE 5
D-80805 MÜNCHEN
FON +49 (0)89 - 9010976 - 10
FAX +49 (0)89 - 9010976 - 68
MAIL: INFO@STORYBOARD.DE