“كنت أستيقظ في الخامسة صباحاً في الشتاء ألحصل لنفسي على مكان.” الماء بسبب قوة التيّ ار، يأتي دور المُ تزلِّ ج التالي. كان المشهد رائعاً، ومع مرور ساعات بعد الظهر ودخولنا في فترة الغُ روب، كان الشابان يصطفَّ ان مرة بعد األخرى في صفٍّ طويل بدا وكأنه في معركة ال تنتهي مع هذه األمواج العنيدة. لم تعد السماء فوقنا زرقاء، وقد تبدَّ ل علينا هدوء جبل زوغسبايتز (Zugspitze) بصخب هذا النهر المدني وفوقه السيارات التي تمرّ مسرعة. بدا األمر وكأنّ نا سافرنا بين عالمين متوازيين في المكان مختلفين في الطبيعة، وال يصل بينهما إالَّ شغف هذين الرجلين اللذين يريدان منَّ ا أن نرى أفضل ما في عالميهما. يُ علِّ ق باستي مع إعالن الرجلين عن نهاية هذا النهار المثير، والماء يقطر من ثياب السباحة وآثار شمس الصباح ما تزال على وجهيهما: “هذا كل ما في األمر. فالحياة هنا تعني تمتُّ عك بالخيارات؛ إمَّ ا الجبل أو النهر، الشتاء أو الصيف، ستجد كال األمرين هنا”. ثمَّ يُ ضيف: “ستكون أبلهاً إن لم تغتنم هذه الفرصة”. ومع نهاية اليوم، ومع انقضاء االزدحام من على الضفة المقابلة لألمواج، تبقى مجموعة من المُ تزلِّ جين الشغوفين تخوض مياه النهر حتى تُ حقّ ق قفزة ممتازة أخيرة قبل العودة إلى منازلها. لكن، ماذا عن دانييل وباستي؟ لقد أعلنوا نهاية اليوم، ويا له من يوم. لكنَّ هذا اليوم هو مجرَّ د يوم من باقي أيام الرجلين، وأكيد أّ نه ليس آخر المطاف لهما. فهما سيعودان مع لوحيهما غداً، وبعد غدٍ أيضاً. تجد في المنطقة التي تجمع جبل بيغ بير Bear) (Big في والية كاليفورنيا وبحيرة بيغ بير Bear) (Big القريبة منه )المشهد أعاله( ظروفاً ممتازة تُ مكنك من قضاء يوم رائع على متن لوح التزلُّ ج. ومن خالل مسافة تفصل بين المكانين ال تزيد عن ساعتين، يُ مكنك التزلُّ ج صباحاً على الثلوج ثمَّ التزلُّ ج على األمواج تحت أشعة شمس بعد الظهر. تُ عدُّ سلسلة جبال سييرا نيفادا Nevada) (Sierra إحدى أشهر بقع التزلُّ ج في جنوبي أوروبا. وتقع سلسلة جبال سييرا نيفادا Nevada) (Sierra في إقليم األندلس في أسبانيا على مسافة ساعتين من شاطئ البحر األبيض المتوسّ ط وأمواج كوستا دل سول Sol) .(Costa del وتُ عدُّ قرية إل بالو Palo) (El الصغيرة، والتي تقع على مقربة من مدينة مالقة (Málaga) الخالَّ بة، المكان المُ فضّ ل للمُ تزلِّ جين من أماكن مختلفة. يُ عدُّ التزلُّ ج على ثلوج سلسلة جبال اإلنديز التشيلية من النشاطات األساسية في قائمة الكثير من محبِّ ي التزلج، لكنَّ السؤال هو كيف نصل إلى هناك؟ يُ مكنك بدء نهارك من مدينة سانتياغو دي تشيلي Chile) ،(Santiago de وسيكون الصور: راسموس كايسمان، وماثيو ميكا رايت/صور جيتي أماكن تجمع الثلوج واألمواج حول العالم أمامك وقت طويل حتى تصل إلى شاطئ فاالبارايسو (Valaparaiso) المُ طلّ على مياه ساحل المحيط الهادئ، وكلُّ هذا في يوم واحد. الجاكوار 65
مغامرات اليوم الواحد وخالل عودتنا إلى شوارع قلب ميونيخ، بدت منحدرات جبل زوغسبايتز (Zugspitze) وكأنّ ها عالم مختلف. أمَّ ا محطتنا التالية فهي أمواج نهر إيزباتشويل (Eisbachwelle) الداخلية المعروفة عالمياً . لوح التزلُّ ج الفريد وهو يشقُّ طريقه فوق الثلوج ناثراً رذاذ الثلج في جميع االتجاهات الصامتة. وبعد ثوانٍ قليلة، ينطلق دانييل متخطياً نقطة الال عودة، ومع صوت انطالق قويٍّ وعميق، يُ حلِّ ق قافزاً في الهواء. لقد رأيناه يدور على نفسه دورة كاملة فوق رؤوسنا وتحت سقف السماء الزرقاء. لقد رأينا تفاصيل هذا الفعل الرائع يحدث أمام أعيننا وكأنه حدث ببطء شديد. ومن مكان لم يكن فيه أحد غيرنا، شعرنا أنَّ اجتماعنا في هذه البقعة المعزولة في جبال األلب، ومع الثلج المنعش حولنا، والسماء الزرقاء الصباحية من فوقنا، ودانييل يهبط بمهارة على األرض بعد قفزته، شعرنا أننا كنَّ ا شهوداً على المعنى الجوهري لرياضة التزلُّ ج على الثلوج؛ لقد كانت لحظة حُ رِّ ية نقيَّ ة ال يُ مكنك فيها إالَّ أن ترغب لو أنك مكان هذا المُ تزلِّ ج الباسم وهو يُ حلِّ ق قُ ربنا مع تعابير وجهه وهي تسألنا: “ما رأيكم بهذا؟!”. أمضينا صباحنا على هذا المنوال، وكنَّ ا نلحق بالشابين وهما يستكشفان البقع الطبيعية التي يريدان المغامرة فيها واحدة تلو األخرى. وأثناء جولتنا، أدركنا أنَّ باستي أصاب عموده الفقريِّ مرَّ تين خالل أربعة أعوام، لكنه عاد يتزلَّ ج من جديد. ويقول عن هذا قبل تنفيذ قفزة عن علو أربعة أمتار: “هذا جزء ممَّ ا نمارسه”. أمَّ ا دانييل الذي شعر باإلثارة بعد رؤيته لمساحة اللعب أسفل منه، فقد رمى لوحه على الثلج مرة بعد مرة وأخذ ينثر الثلج بطريقة ممتازة أحبَّ ها حامل كاميرا التصوير الذي رافقنا. إنَّ قدرة هذين الشابين فريدة واليوم ما يزال في منتصفه؛ لكن، وبعد غداء سريع تخلَّ له مشاهدة حركة الظالل على منحدرات الجبل، انطلقنا عائدين إلى وسط مدينة ميونيخ الصاخب. كان علينا التحرُّ ك سريعاً حتى نستطيع ركوب األمواج في قلب المدينة. على مرِّ عقود طويلة، جذب نهر إيزباتشويل (Eisbachwelle) المُ تزلِّ جين على األمواج من جميع أنحاء العالم إلى قلب العاصمة البافارية. وبسبب موقعه في وسط مدينة ميونيخ، فقد كانت األمواج قوية فقط لبضعة أسابيع من العام كلِّ ه، وذلك حينما يكون مستوى قاع النهر بالمستوى المطلوب. لكن هذا تغيَّ ر في ثمانينيات القرن الماضي، حينما عمل والتر ستراسير، الشخصية الشهيرة على مسرح التزلُّ ج المحلِّ ي، على تغيير ذلك الواقع. وبمبادرة فردية منه، أحضر في إحدى الليالي معدَّ ات عمل ثقيلة ومصابيح كهربائية إلى ضفة النهر، وأنشأ سكّة حديد ثقيلة بخط واحد شقّ ت طريقها في قاع النهر من جهة إلى أخرى. ولقد كانت السكّة سبباً في كسر األمواج بالطريقة المطلوبة، ممّ ا جعلها في يومنا هذا تستمر طوال العام وبارتفاع يصل إلى متر ونصف المتر. إن زُ رت ميونيخ في أيِّ يوم من العام فسترى، كيف تحوّ لت المدينة إلى نقطة معروفة للتزلُّ ج على األمواج. وسترى عشرات المُ تزلِّ جين وهم يصطفون على ضفة النهر كلَّ يوم، مرتدين بزَّ ات السباحة ومعهم ألواح التزلُّ ج على األمواج القصيرة، والتي تُ عدُّ مناسبة مع هذا النوع من األمواج، وفي الوقت ذاته تجد مئات السيَّ اح والمشاهدين يستمتعون بالعروض. يقول دانييل وهو يخرج من الماء بعد جولة التزلُّ ج األولى: “يزدحم المكان جدّ اً وخصوصاً في الصيف. لكنَّ الناس يتزلّ جون على األمواج هنا طوال العام. ولقد كنت أستيقظ في الخامسة صباحاً في الشتاء ألحصل لنفسي على مكان. وبهذه الطريقة تتعلَّ م األشياء؛ وصحيح أننا نفعل هذا حتى نستمتع، ولكنَّ عليك أن تكون مُ حبّ اً لهذا األمر أيضاً حتى تترقّ ى في مستواك. وال توجد طريقة سهلة لخوض هذا األمر”. أثناء حديثنا، كان باستي من خلفنا قد أتمَّ أُ ولى جوالته فوق األمواج، وكان يدفع بقدميه لوحه في قلب األمواج تقدُّ ماً وتأخراً. ومع سقوطه في 64 الجاكوار
اليوميات صيف/خريف ع
اليوميات صيف/خريف ع
اليوميات صيف/خريف ع
اليوميات صيف/خريف ع
المُ قدِّ مة آنا
SPRING/SUMMER ‘17 TURNBULLANDASSE
تأجُّ ج الشغف لما
Laden...
Laden...
Laden...
STORYBOARD GMBH
WILTRUDENSTRASSE 5
D-80805 MÜNCHEN
FON +49 (0)89 - 9010976 - 10
FAX +49 (0)89 - 9010976 - 68
MAIL: INFO@STORYBOARD.DE